01‏/08‏/2011

اولويات منسية ...للثورة.

مهما يكن مضمون التغيير الذي نريد تحقيقه في الواقع فهو غير قابل للتحقق، ولن يتم إلا إذا- وبقدر ما - شارك الناس في طرح مشكلاتهم ومناقشتها ومحاولة معرفة حلولها الصحيحة والمساهمة في العمل اللازم لحلها. فكل إنسان في المجتمع شريك في صنع مستقبل مجتمعه، حيث الناس هم أداة التطور.
  
    لذا فان فعاليات الثورة بالميدان، والتي لا تخلو أحياناً من بعض الشطط هى بالأساس ظاهرة صحية هامة لتأمين الثورة وأهدافها، ومهمة لتفعيل الجدل الاجتماعي بين أبناء الشعب لمعرفة حقيقة مشاكلهم، الذى بدوره سيحدد أولوياتهم .
عود على بدء
   خرجت الجماهير فى 25 يناير تجمعها هدف واضح، ناضلت من أجله، وضحت بأنبل  دماء أبنائها تحت راية " كرامة، حرية، عدالة اجتماعية ".
ولكن التقاعس، وفقدان الحس الثوري لدى القائمين على الحكم، وتباطؤ الأداء التنفيذي والقضائي الذى نعيشه منذ ستة شهور أهدر الوقت والجهد، ووقف عثرة جديدة أمام الزحف الثوري، وشيد من جديد حاجز عدم الثقة. فكان لزاما ضرورة العودة مرات أخرى الى الميدان، واستمرار مشهد المليونيات.
   أضف الى ذلك تصدر موضوع السلطة محور الاهتمام العام للنخبة، الأمر الذى صرف الانتباه عن هموم الناس الحقيقية، والاستغراق فى خوض صراعات تفصيلية دون وجود بوصلة أو توافق عام على جوهر قضايانا المصيرية.
       دعونا لا نتوقف لحظة عن النضال. ولكن علينا أن ندقق وننظر الى الثورة من زوايا أرحب وأعم. فهناك مهمات كبرى لقضايا أكبر يجب أن تشغل بالنا ، لانها بالتأكيد تتقاطع مع الميدان.
  
 لقد أسقط الشعب النظام . ولابد من محاكمة رموزه، وتطهير أركانه، ولكن تبقى مشكلتنا الأخطر مع رعاة ذلك النظام. وصياغة علاقاتنا الدولية من منطلق وطني لا يجب أن ينصاع للهيمنة الأمريكية الصهيونية.
·   هل حددت مصر الثورة مواقفها المبدئية، وثوابتها الوطنية في ظل كرامة حرة وسيادة كاملة غير منقوصة؟.
·   أين موقف الثورة من السياسات الأمريكية التى لا تتوانى لحظة فى إرساء قواعد مشروعها، والإنفاق ببذخ  لتدعيم هيمنتها ، ودعم العدو الاسرائيلى.
    إذا كان صحيحاً – وهو عندي صحيح – أن جوهر الصراع العربى الاسرائيلى يتمثل فى إحتلال أرض عربية (فلسطين) من قبل الكيان الصهيوني، وبالتالي فان الحديث عن صراع ديني أو عنصري أو طبقي أو حتى تحسين شروط التفاوض هو تغيب للمجتمع، وتدليس للحقائق.
·       هل اعتمدت الثورة موقفاً من شرعية المحتل الصهيوني؟.
·   هل سعت الثورة لبناء منظومة أمن قومي خارج سياق خيار السلام الاستراتيجي ومظلة الحليف الاستراتيجي ؟.
·   هل توفرت لمصر الثورة الإرادة السياسية الكافية للخروج من قيود كامب ديفيد ، وتحرير السيادة الوطنية التى تنتهك فى سيناء؟.
·       وهل حددنا منطلقات موضوعية لإدارة الصراع العربى–الصهيوني ؟.
·   هل هناك توافق مجتمعي حول رؤية إستراتيجية لهدم مخططات التفتيت التى تحاصرنا الآن فى السودان، وقريباً ليبيا والعراق ولبنان؟.
    أفاد تقرير أخير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، صدر تحت عنوان «مصر فى أرقام» أن 3من الشعب يعيش تحت خط الفقر,أقل من دولار في اليوم، وأن معدلات البطالة وصلت إلى 9٪ ، ونسبة التضخم بلغت نحو 12٪ فى الوقت الحاضر... ناهيك عن بيانات تدهور أحوال التعليم والصحة.
·   فهل حددت مصر الثورة وجهتها الاقتصادية لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة والانحياز لهموم الفقراء؟.
·   هل تم اعتماد مشروعات قومية فى الغذاء والتعليم والصحة وذات سقف زمني محدد، تلتف حولها الجماهير للنهوض بمصر.
   
   إن الثورة لن تعبر الى غايتها، ولن نستطيع أن نجتاز مرحلتها الانتقالية إلا إذا تحررنا نهائياً من فكر عصر بائد تم بناءه على ردة الفعل.
   وما نراه اليوم من انتصارات وإخفاقات ما هو إلا نسيج فى ثوب ثورة، وعلى كل الشرفاء أن ينتبهوا الى معركتهم الرئيسية.

منقول

ليست هناك تعليقات:

شاهد مستقبل مصرعلي البنترست