بسرعة مرت السنين وبدءت اشعر بالتعب والاجهاد وبداية مرحلة جديدة للعمر والتي ادعوا الله سبحانه وتعالي ان يغفر لنا ولوالدينا ، وبعيدا عن مصر خاصة بعد الثورة احاول ان اعيش بذكري شبابي الجامعي واذكر مظاهرة خرجت فيها مع صديق راحل ... لا يزال يعيش ذكراه معي ....رحمه الله ، وكانت مظاهرة صغيرة كل من فيها لا يتعدي الستة افراد ، وكانت دافع لنا للمضي قدما في المعارضة حتي لو صامته واحيانا بالكتابة في مجلات الحائط بالكلية العريقة ....ولكل ما هو ظلم واضعاف كل شئ في مصربعناد الغير مبارك وكنت لا اعلم سببه في هذا الوقت ،وعرفت سببه بعد 25 يناير بل وكان احساسي بفساد هذا الرئيس حتي الشعور الداخلي وخطوات جهلة بالشعب ، كانت صورة الغير مبارك لا تبعد عن خيالي , المهم اني اعيش الان فترات جميلة مع اني بعيد عن مصر فقط اعيش شعور نهاية فساد 60 عام وبداية عهد ادعوا الله كثييرا ان تؤتي ثمارها وتعود قوة المصريين الي انفسهم والتي هي قوة لمصر العظيمة ، كم انت عظيمة يا بلدي ، تصورو ان الجميع من غير المصريين تغيرت نظرتهم لنا بعد 25 يناير الاحترام الكبير والود ومحاولة التودد الينا ...مازلت عظيمة يا بلدي لطالما كتبت ان المستقبل مصر والله مصر هي المستقبل .... واحلام ان اعود الي محبوبتي الاولي بلدي والحيي الذي ولدت فيه حي الجمالية وعظمة التاريخ الاسلامي المجيد ....ان شاء الله يعود الجميع الي مصر للمساعدة والاعلان ان شباب الثورة هم اولي الناس بها ....
وأنا فى الغربة بعيداً عن أسرتى وعن أصدقائى وعن الأماكن التى طالما استأنست بوجودى فيها وأحببتها حد الإدمان.
لا يمر عام إلا وأهرول إلى بلدى لرؤية أهلى وأحبائى , وبين كل أجازة وأخرى احاول الا تنقطع الاتصالات بكافة الوسائل المتاحة حتى أظل موجوداً فى بلدى بين أحبائى ولا تبعدنى الغربة عنهم.
جميعنا نسعد بالأجازة وبفرحة اللقاء , وتمر الأجازة – كما جميع الأوقات الحلوة – بسرعة البرق , حتى إني لا اكاد اصل إلى بيتي حتى اجد نفسي وقد بدأت بإعداد الحقائب والأوراق للعودة مرة أخرى إلى موطني المؤقت.
وعلى الرغم من قصر المدة الزمنية للأجازة , إلا أني اسطيع مجالسة الأحبة والاستئناس بهم وقد ينتابني الشعور بأني كما كنت , الأخ الكبير والصديق العزيز و.........واولاد اخواتي و و و و قل كما شئت.
فجأة هكذا بدون مقدمات اجد نفسي لست كما كنت ، احاول ان اندمج مع الجميع بلا فائدة لاني ضيف والضيفيجب ان ينزوي بعيد عن اهل البيت ...
فأجد نفسي بعيداً , عن الكل , هم لازالوا يحبوني , لاشك فى ذلك , ولكني بعيد
بعيد عن أخي , عن أختي , عن صديقي , حتى عن أبي.... الحبيب
فجأة اكتشفت أني لست أنا , اكتشفت أني لست ذلك الشخص القريب من هؤلاء الأحبة , إنما أنا مجرد شخص عزيز لست موجوداً بينهم أتى إليهم سنوياً لمدة شهر اعطيهم الهدايا التى يتقبلونها بفرح ومودة وامتنان , وحتى فى هذا الشهر لا يستطيعون إزعاجي بمشاكلهم وهموهم , كيف وهم لايريدون لي إلا أجازة سعيدة اقضيها معهم وامضى إلى حال سبيلي!؟
وبعد أن ارحل الي سجن الغربة , من الطبيعى أن ينصرف كلٌ إلى حال سبيله , أنا إلى غربتي وهم إلى دنيتهم التى تركتها وهم – سواء برضي أو رغماً عني، - .
لا تجزع إذا لم يعد صوتك مسموعاً
لا تستغرب إذا نظروا إليك على أنك قد تغيرت
لا تتعجب إذا قاولوا لك " عفواً , فأنت لست معنا " , وإن لم يكن بلسان المقال , فستقال بلسان الحال.
لا تنكر عليهم العزوف عنك , فأنت يا عزيزى لم تعد بينهم.
لا تلومهم إذا نسوا من أنت , فقد تكون أنت أيضاً نسيت من هم.
وأخيراً , سامحونى يا أحبائى , وتأكدوا أننى أنا أنا واعوذ بالله من كلمة انا....
خالد العبد الفقير الي الله.
هناك تعليق واحد:
اعتقد ان التجارب تعيش ولا تموت حتي لو مات صاحبها كلامك له معني وكذلك الكلام
إرسال تعليق