09‏/03‏/2012

خواطر ثائر محبط (منقول ).....يحب مصر اكثر مني ومنكم.

إن من يقول أن هذا البرلمان ليس معبراً عن الشعب المصرى هو متجن و واهم..هذا البرلمان هو خير من يعبر عن الشعب المصرى...جل ما يمكنك قوله هو أنه غير معبر عن الثورة.

لا أعول على هذا البرلمان – إن ظل على أدائه هذا – فى إنتزاع أى حق. أما الشعب المصرى العظيم – كما يسميه و يخاطبه العسكر فى رسائلهم – فلم أكن أعول عليه قبل الثورة و لم أعول عليه خلالها و لا أعول عليه بعدها..إنما أعول على من نزلوا للميدان من أول يوم و لم تخب جذوة الثورة من قلوبهم...و أعول على الله الذى شاء أن تقوم هذه الثورة, و التى ستنتصر بإذنه و مشيئته أيضاً.بعز عزيزٍ أو بذل ذليل.

أيها الشعب المصرى العظيم..أيها المواطنون الشرفاء...لقد سودتم حياتنا و صدقتم أن منا الخونة و العملاء ....إلخ. و أراكم من النوع الذى (كلمة توديه و كلمة تجيبه)..تأبون أن تفتحوا عيونكم و تتغافلون عما يحدث لنا و لكم....كان نظام المخلوع يستهدف أن يجعلنا جميعاً كالأنعام لا نفكر إلا فى إشباع بطونكم...أحيا فيكم الشهوات و أمات فيكم الإحساس بالعزة و الكرامة...هتفنا (إرفع رأسك فوق أنت مصرى) فلم تتحملوا رفعها كثيراً.... للاسف يؤمن أكثركم أن هذا الشعب لا يمكن حكمه إلا بالكرباج و كأن كل منكم إبن باشا و ليس من هذا الشعب.و من المضحكات المبكيات فى مسألة الكرامة أننا عندما أخذنا الصفعة الأخيرة من أمريكا فى قضية التمويل الأجنبى وجدت منكم مصمصةً للشفاه و تبرم لحظى من هذه الصفعة ثم تساؤلٌ مستفز : ألن تنزلوا إلى التحرير إعتراضاً على ما حدث؟

للاسف كلما كان نمر بكم فى المظاهرات كنا نهتف بكم (إنزلوا من بيوتكم...عايزين نجيب حقوقكم) و كنا نجد منكم نظرات الإستياء.كنتم تقولون لنا (البلد واقفة- إهدوا-إدوا المجلس فرصة-إدوا الجنزورى فرصة-إدوا البرلمان فرصة) و ها نحن قد سمعنا و أطعنا (رغماً عنا) فماذا تريدون الآن؟

لا شىء...ستتناسون هذا الموقف كما نسيتم آلاف قبله من قبل....

لا أريد أن يُفهم من كلامى أنى ألقى باللائمة على الشعب, هو ضحية تنتهك منذ عقود أساساً, و لا أحب أن أفعل مثل هذا الشعب الذى يتقن فن لوم الضحية و يتغافل عن الجلاد..لا أحب أن أكون مثل من (يتشطر على البردعة و ينسى الحمار)..الحمار الذى صار معلوماً بالضرورة لدى الجميع.

و لا أريد أن يُظن أنى أتعالى على هذا الشعب...قلت أنى لم أكن أعول عليه أصلاً...لكن (ظلم ذوى القرى أشد مضاضة على النفس من وقعِ الحسامِ المهندِ).

هذه خواطر مبعثرة من ثائرٍ محبط....زفرات ألم فى صدور الكثير من الثوار الذين ماتت بداخلهم أشياء كثيرة. إحباطٌ أدى لسوداوية و تشاؤم و أفكار ربما لم تجد لعقول أصحابها طريقاً فى أسود ايام مبارك فكان من المخزى أن تأتى الآن. و عندما نزلت فى أدنى مستوى من بئر الإحباط لعنت فى لحظة ضعف هذا البلد و كل ما يمت له بصلة.

كل من شارك فى هذه الثورة قد شارك لأنه يؤمن أن هذا البلد يستحق أن يكون أفضل, فهذا مكانه...و مكانته..كلٌ منا كان يرغب فى إرساء دولة العدل و القانون..كل منا كان يأمل أن يكون محترماً داخل بلده و خارجها, و ألا يضطر أن يكون خارجها من الأساس..اللهم إلا سائحاً.

و من الطبيعى عندما نفتقد كل هذا و بالأخص (العدل) أن يتولد لدينا هذا الإحباط, و خصوصاً عندما نجد أن كل الطرق التى نحاول السير فيها تُسد أمامنا.

ما العمل إذاً؟

هل بعد كل ما سال من دماء

و كل ما ذهبت من أعين

و كل صرخة من أم ثكلى

و كل دمعة من بنت يُتمت

هل بعد كل هذا نلقى الراية؟

لا أظن

ربما نكون قد وُضعنا رغماً عنا فى مسارٍ لم نرتضِه, لكن إذا كتب علينا أن نكون فى موضع رد الفعل, فليكن رد الفعل الصادر منا هو ما يناسبنا لا ما يراد لنا أن نفعله. و لا يلدغ مؤمن من جحرٍ مرتين.

الخطوة القادمة التى تتعلق بها الأنظار هى إنتخابات الرئاسة...خلال هذه الفترة قد تحدث أشياء كثيرة...و أزعم أن لدى كل منا مؤشر ينبهه للوقت السليم للنزول إن إستدعى الأمر هذا....و يا حبذا لو كان لدينا أساليب أخرى متنوعة...فليدل كلٌ بدلوه.

من الكائنات من يكون من العبث أن تضيع وقتك معه فى محاولة إقناعه أن يكون من بنى آدم, فللحفاظ على السلامة النفسية لكل منا و حتى لا تستهلك أرواحنا أكثر من هذا فأوصى بتجنب الجدالات السياسية مع هذه الأصناف التى أدمنت مؤخراتها ملمس الكنبة الوثير, و ستصاب (بلطشة هوا) إذا فارقتها. و تذكروا أن من أسباب الإحباط هو عدم تحقق ما علقت آمالك به, و طالما أن هؤلاء غير معول عليهم فمن الحماقة أن ننتظر منهم غير ما نكره.و بشكل عام علق آمالك بما تسعى أنت وحدك لتحقيقه و لا تضم آخرين لأحلامك.

أما الإحباط الذى نعيشه, فتذكروا أنه خلال الثورة مرت بنا أيامٍ لم نكن نظن أن شمس اليوم التالى ستطلع علينا بما يسر نفوسنا, و لو إستسلم المرابطون فى الميدان للإحباط لما أكملوا فيه...و لأنهم ثبتوا..انتصروا.

أما اليأس فكلمةٍ يجب حذفها من القاموس أساساً...من الطبيعى أن نصاب بالإحباط و نقع فريسة الإكتئاب فى مثل هذه الظروف..نحن بشر...لكن اليأس جريمة...اليأس كفرٌ فى ديننا...و لولا الأمل ما قامت ثورة.

(من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)..فإذا لم تكن قادراً على نشر روح التفاؤل..فبالله عليك لا تكن من جنود اليأس. لا أطلب منك أن تستسلم لأحلام اليقظة و تبنى قصوراً فى الهواء, لكن فى الوقت ذاته لا تكن سوداوياً يائساً و تسمى هذا واقعية....تذكروا أنا قد غيرنا من قبل واقعاً لم يكن أحد يحلم بتغييره.

سننتصر بعون الله...لا أعلم كيف و لا متى...لكنى أقول هذا بيقين لأنى أثق بكم..و من قبل أثق بالله.

((فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا))

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الثورة قادمة بأذن الله

غير معرف يقول...

الثورة قادمة بأذن الله

شاهد مستقبل مصرعلي البنترست