24‏/04‏/2016

تيران وصنافير - مع كامل الاحترام



الحق أقول لك يا سيدي إنه إذا سلمنا قانونًا أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان بالوثائق، فإن لنا فيهما حديثًا أقوى بكثير من حديث الوثائق، حديثًا لم تحسب حسابه ولم يستوقفك أو حتى يلفت نظرك، إنه حديث الدم وحق الدم.. أنت ضابط جيش وتفهم تمامًا معنى أنه لا يوجد ما هو أقوى وأعز وأغلى من حياة البشر ودم البشر، وهي أقوى من كل الوثائق، لأنها هي في ذاتها وثائق مكتوبة بالدم على الأرض... وليس بالحبر على الورق المصقول!!
ولكن وفي أقل القليل ألا يحق لهذا الشعب عليك أن تبذل الجهد في إخباره أولا وإعداد الرأي العام بدلا من تفاديه هكذا؟
طيب، دعك من حديث الإسلام ولعله كلام قديم ولو أن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا وقال "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا"، خلينا مع اليهود ولنرى كيف طبقوا هم مبادئ الإسلام الذي لا يؤمنون به ويكرهونه كره العمى ويحاربونه ليل نهار.
إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل عام 1999 أعلن عن نيته الانسحاب من جنوب لبنان، أعلنها حتى وهو لا يزال في حملته الانتخابية، بل الأكثر من ذلك أنه أعلن استعداده التفاوض مع السوريين حول هضبة الجولان مع قبوله مبدأ الانسحاب منها في واقعة غير مسبوقة إزاء المبدأ الإسرائيلي الشهير بعدم قبول الدخول في أية مفاوضات تحت أي شروط مسبقة! نعم، إلى هذا الحد! وماذا حدث؟ ذهب باراك إلى أمريكا عام 2000 للقاء الوفد السوري في أجواء شديدة التفاؤل، هبطت الطائرة لكنه لم يهبط منها للقاء السوريين والأمريكان المنتظرين في أرض المطار، لم ينزل السلم وبقي في داخل الطائرة رافضًا النزول تحت ضغط الرأي العام الاسرائيلي ثم عاد بالطائرة دون أن يلقى أحدًا، لا ذلكم ولا هؤلاء!! هذا حاكم في دولة ديمقراطية يحترم شعبه.
إرييل شارون نفسه، السفاح على سن ورمح، كم أنفق من الوقت والجهد لإقناع الرأي العام في إسرائيل بقراره الانسحاب من غزة؟! كان هذان، من بعد سيناء، هما أكبر انسحابين قام بهما الجيش الإسرائيلي، فهل استيقظ الإسرائيليون يومًا ذات صباح مش قد كده ليفاجئوا أن الحاكم قد انسحب فجأة من أرض ثم يقول لهم أصلها طلعت مش بتاعتنا بس انتو مش عارفين حاجة، ثقوا فيَّ وإلا فأنتم تسيئون لدولة إسرائيل، مش عايز كلام في الموضوع ده تاني؟!
سيادتكم تقول إننا لا نفرط في حقوقنا ولا نعتدي على حقوق الآخرين، ولكنك يا سيدي ومن حيث لم ترد الاعتداء على حقوق الآخرين اعتديت على حق تسعين مليون مصري في أن يعلموا وأن يتم استئذانهم!! اعتديت على حق الدم ومئتين وخمسين ألف مصري شهيد .............

اكمال المقال للكاتب عبر الرابط :



ليست هناك تعليقات:

شاهد مستقبل مصرعلي البنترست