مش لا قي احسن من الكلام المنقول عن صفحة بصحيفة المصريون الالكترونية ، لانني كنت احلم بديمقراطية لمصر معادلة لهذه الانتخابات التي انتهت امس لصالح اردوغان ، خرج فيها الاتراك بكل فخر لبلادهم بصرف النظر عن خلافي مع اردوغان في وجهة نظره الجاهلة عن مصر السيسي ...........وتأييده الخاطئ والمطلق للاخوان ، ولكنني احترم هذا الرجل الذي بني تركية للافضل والاقوي بالمنطقة ...
يارب مصر تقوي وتعود لمجدها القديم .
قبل انتهاء التصويت في انتخابات البرلمان التركي ، وهي انتخابات مبكرة دعا لها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ، بالنظر إلى أن الانتخابات الأخيرة لم تفرز حزبا يمكنه أن يشكل الحكومة منفردا ، كما فشلت محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بين أكثر من حزب نظرا للخلاف السياسي الواسع بين الأحزاب التي دخلت البرلمان ، وكان حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان سابقا وربما لاحقا ، هو الحزب الأكبر ، نظرا لما حققه من إنجازات تاريخية لتركيا اقتصاديا وسياسيا وتقنيا وأمنيا وحضاريا ، حتى وضع البلاد في مصاف أفضل دول أوربا بلا استثناء ، وكل ذلك خلال أقل من خمسة عشر عاما فقط تولى فيها حكم البلاد ، ولكن الانتخابات الأخيرة حرمته من الأغلبية بفارق حوالي 5% من المقاعد ، فكانت الدعوة لانتخابات مبكرة للكشف عن خريطة أكثر إيجابية للبرلمان .تركيا تماثل مصر تقريبا في ما يتعلق بالانتخابات كأرقام ، حيث يتشكل البرلمان من 550 مقعدا ، كما أن عدد الناخبين حوالي أربعة وخمسين مليون ناخب ، وهي نفس الأرقام في مصر تقريبا ، ولكن تركيا تمتد فيها الانتخابات على مساحة مأهولة أكبر كثيرا من مصر ، ومع ذلك تتم الانتخابات هناك في يوم واحد فقط ، تفتح فيه اللجان أبوابها في الثامنة صباحا ، وتغلقها في الخامسة بعد العصر ، وبدءا من العاشرة ليلا تبدأ النتائج في الكشف حيث تعلن لحظة بلحظة وصندوق بصندوق ، وعبر وسائل الإعلام الحية ، في منتهى الشفافية ، بينما نحن في مصر نحتاج إلى شهر ونصف لكي نجري الانتخابات ، ونجريها على مرحلتين أو ثلاث مراحل ، وكل مرحلة تمتد إلى يومين وربما ثلاثة أيام حسب الحاجة ، وكل يوم يمكن أن يصدر قرار بمد التصويت فيه عدة ساعات إضافية ، حسب الظروف .
الانتخابات التركية تشد عقول وخواطر ملايين البشر خارج تركيا ، والعالم كله يترقب تلك الانتخابات لما لها من عواقب وتأثير على المنطقة كلها ، ولا أحد داخل تركيا ولا خارجها يمكنه أن يتصور ما تنتهي إليه عملية التصويت ، والنتائج بدقة ، والحكومة الجديدة المرتقبة بعدها ، إنها ديمقراطية حقيقية ، يملك الشعب قراره ، وتختفي تماما أي مظاهر أمنية أو عسكرية في اللجان أو حولها ، وهذا المشهد الجميل هو الذي منح تركيا وديمقراطيتها الهيبة والاحترام في العالم كله ، وهو الذي يمنح الشعب التركي نفسه الهيبة والاحترام أيضا ، ولمجمل القوى السياسية والأحزاب .
تركيا تتعرض لتهديد أمني وعسكري بالغ الخطورة لأن حدودها الطويلة على سوريا مفتوحة على أعنف وأخطر مواجهات مسلحة يخوضها كتائب الثوار السوريين مع النظام ومع ميليشيات لبنانية وقوات الحرس الثوري الإيراني ، ثم القوات الروسية الآن ، كما يهدد المنطقة تنظيم داعش الذي أصبح يمتلك نفوذا قويا في شمال سوريا وقوى مسلحة من كل صوب وحدب ، كما تتعرض تركيا لحرب حقيقية فرضها عليها حزب العمال الكردستاني المسلح ، وشهدت تركيا أكثر من تفجير كبير وأعمال مروعة في العاصمة ذاتها ومدن أخرى ، كل ذلك لم يجعل أردوغان يحيد عن الديمقراطية وعن الاحتكام إلى الشعب التركي وعن الحفاظ على مدنية الدولة وعلى القانون والعدالة ودولة المؤسسات والعمل على تطوير الاقتصاد بمختلف قنواته ، دولة تمضي في نهضتها الكبيرة ، دون أن تتحجج بخطر الإرهاب أو الأمن القومي المهدد في حدودها ، أو تبحث عن "شماعة" تعلق عليها أخطاءها وفشلها .
بعد ساعات ، وربما قبل أن يصبح الصباح ستكون النتائج قد تكشفت ، وخريطة البرلمان التركي الجديد قد ظهرت ، وأيا كان الحزب الفائز أو الحزب الخاسر ، فإن تركيا ، الشعب والدولة والنظام السياسي ، هي المنتصرة في كل الأحوال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق