النعم ثلاثة، نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة
منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها ".
إنها نعمة حاصلة تعرفها، ونعمة تنتظرها، ونعمة
أنت فيها لا تعرفها، ولأن أية نعمة إذا شكرتها قيّدها، فإن كفرتها خسرتها، وبالشكر
تدوم النعم.
وان نُحدِّثَ بالنعمة؛ فإنّ الشعور بالنعمة ومعرفتها
ونسبتها إلى الله تعالى، هذا كلّه شيء داخليّ ويبقى الانطلاق للإظهار. يقول تعالى:
﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.
فإذا كان الإنسان غنيّاً وراح يتذمَّر
ويُنكر، فهذا خلاف شكر النّعَم. جاء في بعض الروايات أنّ النبيَّ صلى الله عليه وآله
وسلم قال: "إنَّ الله يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده".
والتحدُّث عن النعمة لا يعني أن نُخبر الناس
بها، بل أن نُظهرها في حياتنا ليرى الله أثر نعمته علينا. وهنا لا بدّ من التوسّع قليلا
لأجل تصويب بعض من المفاهيم الخاطئة والشائعة بين الناس.
إنَّ إظهار النعمة والتحدُّث بها يجب أن يكون
ضمن ضوابط الاعتدال، أي بدون بَطَر وإسراف وتضييع.
في سُنن أبي داود، عن أبي الأحوص عن أبيه أنّه
أتى النبيَّ
في ثوب دون (عتيق رثّ غير مناسب) فسأله النبيُّ:
"ألَكَ مال؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ مال؟ فقال الرجل: آتاني
الله من الإبل والخيل والرقيق. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا آتاك اللهُ
مالاً فلْيُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق