07‏/10‏/2014

وفاة ابي يرحمة الله ( 14 سبتمبر) .....ان لله وان اليه راجعون .


ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراقك يا ابي لمحزنون

*****************************************
 كلمات قالها رسول الله صلي الله عليه وسلم ..............ولكنها تنزل علي قلبي الضعيف بكل معانيها الجليلة لتطفئ الهلع والزعل .
هذا الفراق بين الاب وابنه  كالفراق بين النواة والاجسام التي تدور حولها ، ابي كان انسان بمعني الكلمة وليست اتذكر اي اساءة منه لاي احد بل ان الطيبة و الصبر والتي لم اراهما  طوال هذا العمر في اي احد بعده ..............ابي هو ملاذي الاخير في صغري ، كان الحضن الذي يدفعني للحياة والحب بطيبة لم اعيش بعدها مع اي احد ، فقط اولادي يعطوني الحب والحنان وينتظرون المقابل ........... ولكن الاب يعطي بدون مقابل يريد ان اكون افضل الناس واغناهم واحسنهم مركز وشكلا .............

ابي انت كنت بيت الحب الاخير والامل الذي عيشتة صغيرا  ، كنا معا في تجارة الحياة بحي الحسين العريق ،كثيرا ما تحنوا علي وعلي العمال ، طيبتك يهيئ للناس انها ضعف ، وانا اراها قوة صبر وتحمل وصنعة لي علي القادم ، امي يرحمها الله كانت تحبك وتراك الاب والابن الاخ .................. تخاف عليك و كنت اتذكر كلامها ودعاءها بأن يكون يومها قبل يومك ، وتقبل الله دعاؤها وتركتنا عام 1993 في 25 نوفمبر نواجه الوحدة مع اخين صغار كنت يرحمك الله الملاذ ايضا و الحب والطيبة لم تضعف يوما الا لمرض لم تفصح  لنا ابدا عن الم او هلع  ، تعمل وتعمل و تتعب وتقوم بكل الواجبات التي كانت تقوم بها الام ، لم تزعل منا رغم حدتنا احيانا عليك ...........كنت تحب بدون مقابل لا تنام الا بعد وصول اخر واحد منا وتطمئن علي نومه ، كنت تنظر الينا نظرة الام والاب لاولادها الصغار رغم اننا او اصغرنا قد تعدي السادسة عشر احببناك وغمرتنا بهدوئك  واتسامتك التي لم تفارقني حتي الان  ، يداك الناعمتين تمسك يدي عندما كنت صغيرا اجري فتمسك يدي خوفا علي من الانزلاق في الطين والمياة الراكدة بهذا الحي القديم ، بيتنا صغيرا الحجم ولكنك وامي كنتما تملوؤه  حبا وسكونا وكرما للجميع ، كان الازمات المالية تهب عليك احيانا نظرا لركود تجارتك ولكنك لم تقل يوما لايوجد او مفيش (معييش) بل كانت الام تمسكنا  بقوة الارض تحت ارجلنا تنبهنا للوضع وتدفعنا للعمل والمذاكرة والالتفات لدروسنا...... حتي التحقنا  في اكبر الكليات واعلاها علما سواء طب او هندسة او حقوق اواداب وتجارة ، كنت تحبنا ونحب عدم مرور الوقت بسرعة والذي تجلس فيه معنا ورغم قلة وجودك.. بالبيت لظروف عملك  الا انها كانت ساعات تمر كأنها دفائق ، احبك والله ولم انسي يوما كنا معا بالمحل  اوبعملك  او بالبيت  وكنت  صغيرا او كبيرا ............عائدا من الخارج لارمي نفسيي بين يداك ولاحضنك  واقبللك من راسك ويداك الطاهرتان  اللتان لم تضفي علي الا الحب والرحمة  لم تضربنا  يوما بل كانت دواء وشفاءا لي  ولكل العائلة.
الي اللقاء وموعدنا ان شاء الله يوم ان نكون مع الام والاب .............في جنات النعيم .

ليست هناك تعليقات:

شاهد مستقبل مصرعلي البنترست